بسم الله الرحمن الرحيم
_________صِفةُ كلامِهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ____________
وفيه أنواع:
النوع الأول: في ترتيـله.
روى الشيخان, عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:" لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرِد الحديثَ كسَردِكُم هذا، ولكنه كان يتكلَّم بكلامٍ فصلٍ، يحفظه من يجلس إليه، لو عدَّه العادُّ لأحصاه ".
وروى أبو داود (4839), وحسنه الألباني عنها قالت:" كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلا، يفهمه كل من يسمعه ".
النوع الثاني: في إعادته صلى الله عليه وسلم الكلمة ثلاثاً لتُعقَل.
روى الترمذي (3640), وصححه اللباني, عن أنس رضي الله تعالى عنه قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعيدُ الكلمة ثلاثاً لتُعقَلَ عنه ".
وروى الإمام البخاري (94), عن أنس رضي الله تعالى عنه قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم سلم ثلاثاً، وإذا تكلَّم بكلمة أعادها ثلاثاً ".
النوع الثالث: في طول صمته، وقلة تكلُّمه لغير حاجة.
وروى الإمام أحمد, عن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الصمت وفي لفظ طويل الصمت ".
قال الهيثمي في"المجمع": رواه أحمد والطبراني في حديث طويل ورجال أحمد رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة ". ولم أجده في المطبوع من المسند.
قد وروى الترمذي (2501), وصححه الألباني, عن عبد الله بن عمرو قال:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صمَتَ نجا ".
وقد جمع الإمام ابن القيم ما سبق ذكره من أحاديث في كتابه الفريد "زاد المعاد", فقال: " كان صلى الله عليه وسلم أفصح خلق الله وأعذبهم كلاماً, وأسرعهم أداء وأحلاهم منطقاً, حتى إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويسبي الأرواح, ويشهد له بذلك أعداؤه.
وكان إذا تكلم تكلَّم بكلام مفصَّل مبين يعدُّه العادّ؛ ليس بهذٍّ مسرع لا يحفظ ولا منقطع تخلله السكتات بين أفراد الكلام؛ بل هديه فيه أكمل الهدي. قالت عائشة: ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسرد سردكم هذا, ولكن كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه. وكان كثيرا ما يعيد الكلام ثلاثاً ليعقل عنه. وكان إذا سلم سلم ثلاثا. وكان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة يفتتح الكلام, ويختتمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلام فصل لا فضول ولا تقصير وكان لا يتكلَّم فيما لا يعنيه ولا يتكلَّم إلا فيما يرجو ثوابه وإذا كره الشيءَ : عرف في وجهه ولم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً ".