بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد
ولم يكن له كفؤ أن أحد
الحمد لله حمدا طيبا مباركا لجلال وجهه و عظيم شأنه و قوة سلطانه
فلك الله الحمد و نسألك الصلاة و السلام على خير خلق الله
محمد الأمين و على من تبعه باحسان الى يوم الدين
أما بعد :
نعيش في وقتنا هذا في عصرنا هذا حيث كثرت ذنوب العباد
و تراكمت آثام الناس و ماالعيب في الدهر بل العيب فينا
حيث قيل في السابق
نعيب الدهر والعيب فينــا .. وما لدهر عيب سوانـا
و نسأل الله العفو و العافية في ديننا و دنيانا ...
و لكن .. هنــاك في وقتنا الحاضر من يستهين
بسعة رحمة الله التي وسعت كل شيئ ، بل يطلق لسانه لتلفظ بالعبارات لا صحة فيها
و لا واقع ، بل المغرى منها ايجاد فضاء واسع لملذاته و شهواته ويدعي و يقول
لقد فعلت وأذنبت و أسرفت في الآثام فكيف يغفر لي ..؟؟..!!!
لا شك أنه لا توبة لي ، بل لا عتاب علي فالأمضي في ظلمات الشهوات
و تحت عبودية هــواه .. !!!
فهـل يـلام قائل هاته التفاهات .. هل يعـاتب .. بل هل يحــاسب ..؟؟
أجــل و رب الكعــبــة ..!!
و هو في هاته الحالة يتعبد الهين غير الله سبحانه و تعالى
الأول هواه .. لقوله تعال: ""أفرأيت من اتخذ إلهه هواه""
و ثانيهما..الشيطان الملعون ..و قد قال عزوجل في محكم تنزيله :
"أفتتخذونه و ذريته أولياء من دوني و هم لكم عدو بئس لظالمين بدلا "
فعند ارتكابه لمعصية ما يأتي ابليس الملعون و يرسم حوله دائرة مغزاه الوحيد أن لا ينفذ منها
و هذا من خلال نفث سمومه و ايهامه بأن لا توبة و لا رجعة و لا عفو يرجى بعد تلك الفعلة
فيسمتر المذنب في ارتكاب المعاصي و حصد الذنوب و هو في وسط تلك الدائرة
الا أن يملأ السواد قلبه و يصبح لشيطان وليــا و لم تعد تعنيه لا قصة الغفران
و لا ملجأ التوبة و الانابة الى رب البرية و كل الأسف أن لاقته المنية و هو على هاته الحال
وصدقا أن قال سبحانه و تعالى :"لا يلومن الا نفسه"
و أن لا عذر له يومها لقوله عزوجل :"و لو ألقى معاذيره"
أفلا تتســاءل الآن ..!!
أونظرت الى ذنبـك العظيـم و لم تلقي بالا لرحمة الرحمان الرحيم..!!
أو ماعلمت أن الله يغفر أي ذنب تستبيحه شرط أنتتوب و تعود اليه هو القائل :
"قل ياعبادي اللذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم"
وقد ذكر الاسراف في ذنوب ،فيامن أسرفت هاقد أتاك نداء خالقك الغفار .. فعجل في العودة..!!!
أو ماسمعت بقصة الرجل الذي فاق عدد قتلاه المائة وكيف حفه البارئ المصور برحمته الواسعة..!!!
أوماسمعت بذاك الرجل المذكور في صورة يس حيث قال ..
"يــاليــت قومي يعلمون بما غفر لي ربي و جعلني من المكرمين"
هاقد غفر له ذنبا عظيما ماكان يتوقع غفرانه نظرا لدهشته بل وجعله من المكرمين ..!!!
أوماعلمت أن تلك السيئات بتوبتك تبدل الى حسنات و بضمان من الصدق في وعده..!!
"" إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ"
و ضروب الأمثلة كثيرة غزيرة و لو أردفت في كتابتها ليومين ما أنتهيت ..!!
....
أخيـــرا و ليس أخيـرا ..!!
يــا مرتكب الذنـوب أما رأيت قــلم رصـاص..!!
عند كتابتـك به و ان أردت أن تمحو ماخطتـه يمينك ما عليـك الا بممحـاة و يزول الأثـر..!!
كذلك أنت و قلم الرصاص سـواء و ارتكاب المعاصي بمثل الخط على الورقة
و تلك الممحاة هي التوبة و العودة و الرجعة و الانابة الى الغفار الودود..!!
لتعلم أن الله أشد فرحا بتوبتك منك أنت بذات رغم أنك المنتفع الوحيد
ودليل ...
.ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح "
وقيل للحسن : ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود , ثم يستغفر ثم يعود , فقال : ود الشيطان لو ضفر منكم بهذه , فلا تملوا من الاستغفار .
ختــامــا ..
أسرع و عجل في الخروج و النفاذ من تلك الدائرة المرسومة من طرف عدو الله
و لن يتحقق ذلك الا بكثرة الاستغفــار و الايمان برحمة الله
هذا و ان أصبت فمن عند الله و ان أسأت فمن نفسي و من شيطان
ان النفس لأمارة بسوء الا من رحم ربي
نســأل الله الواسع الكريــم أن يغمنــا برحمتــه التي وسعت كل شيــئ
و أن يغفر لنـا و أن يكن معنــا لا علينــا و هو اللطيف الخبيــر
تم بفضل الله..
الأحد ديسمبر 26, 2010 6:13 am
